الثلاثاء، 3 أغسطس 2010


كيف يصيد الأسد
اللبؤة تكمن لفريستها حيث تختبىء جزئيًا في الأعشاب الطويلة كما يظهر في مركز المنطقة الأمامية (الصورة اليمنى). ثم تزحف مقتربة من قطيع حمر الوحش ثم تقفز عليه بشكل مباغت وتطرح فريستها أرضًا، وتقتلها وتسحبها (الصورة اليسرى) إلى حيث يتشارك جميع أفراد القطيع في الوليمة. ضطر الأسود إلى القتل من أجل أن تعيش. وتفضل الأسود حمار الوحش الضخم وأنواعًا مختلفة من وحيد القرن والجواميس والخنازير البرية. كما أنها تتغذى بالأسماك والسلاحف ودجاج الوادي وأي شيء آخر تصطاده، كذلك تتغذى بالحيوانات التي تنفق (تموت) بسبب المرض، وقد تنزع الفريسة من التشيتا.
يعيش الأسد في بعض الأحيان حياة ولائم وتارة يعيش حياة كفاف وجوع. فربما لا يستطيع الإمساك بفريسة لمدة أسبوع ولكن بالعادة يصطاد شيئًا ليأكله كل ثلاثة إلى أربعة أيام حيث يتخم نفسه بها.
يستطيع الأسد أن يأكل 35كجم من اللحم في وجبة واحدة. يقوم الأسد بسحب الفريسة بعد قتلها إلى مكان ظليل ويمكن لأسد واحد أن يسحب حمارًا وحشيًا يزن 270كجم وهو وزن يصعب سحبه على ستة رجال. ويأكل أفراد القطيع في مجموعات ويصاحب ذلك زمجرة ودمدمة. وكل فرد يحاول الحصول على نصيب كبير من اللحم.
والإمساك بحيوان كبير ليس بالأمر السهل على الأسد حيث إن معظم الحيوانات التي يود افتراسها أسرع منه. تصل السرعة القصوى للأسد إلى 55كم في الساعة، لذلك فإنه يتحتّم على الأسد أن يفاجئ فريسته عن طريق التسلل حيث يتحرك ببطء، ويزحف على الأرض مقتربًا من الفريسة. وعندما يصبح على بعد 15 مترًا فإنه يندفع إلى الأمام ويمسك بردف الفريسة أو طرفها أو رأسها ويطرحها أرضًا، ومن ثم يقبض على حنجرة الضحية بفمه فيخنقها.
يصطاد الأسد في الغالب ليلاً؛ حيث يتمكن من مباغتة فرائسه في الظلام بشكل أسهل. ولقد حباه الله سبحانه وتعالى ما يعينه على القيام بذلك؛ حيث تمكنه عيناه الملونتان من الرؤية في الظلام وكذلك له حاستا سمع وشم قويتان. وفي بعض الأحيان تقوم مجموعة من الأسود بالصيد معًا حيث يكمن بعضها بينما يقوم بعضها الآخر بالإحاطة بالفريسة، ثم يطاردها باتجاه الأسود الكامنة بين الحشائش الطويلة. وفي العادة تترك ذكور الأسود الإناث تقوم بمهمة الاصطياد، ولكنها تقوم بقتل الفريسة بنفسها عندما تجدها، ويتعلم الأشبال الصيد من خلال مراقبة الكبار




الأُسود والناس
صيد الأسود. عندما تتهيأ الفرصة لاتصال الناس بالأسود فإن الأسد هو الخاسر في هذه العلاقة. لقد قتل الناس الأسود في معظم مناطق آسيا وكثير من مناطق إفريقيا. تقتل الأسود البقر والماعز وبقية حيوانات المزرعة من أجل الغذاء وفي حالات نادرة تقوم بقتل الإنسان، لذلك فإن الناس يقتلون الأسود أحيانًا لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
قام الإنسان لقرون خلت باصطياد الأسود لإظهار شجاعته. وفي حوالي عام 1375 ق.م. قام تحتمس الثالث، فرعون مصر، باصطياد الأسود من على عربة بوساطة القسي والسهام. وقد قتل بهذه الطريقة 102 من الأسود. وحتى وقت قريب كان محاربو قبيلة الماساي في شرق إفريقيا يقومون باصطياد الأسود على أقدامهم.
والأسد الآسيوي مهدد بالانقراض، والأسود الآسيوية هي الوحيدة التي مازالت تعيش في بيئتها الطبيعية في غابات جير بالهند. إلا أن الناس هنالك قاموا أيضًا بتدمير جزء كبير من بيئة الأسود عن طريق قطع الأشجار لاستخدامها وقودًا وفي بناء البيوت. كما أصبحت الغزلان والفرائس الطبيعية نادرة في كثير من المناطق التي تعيش فيها الأسود، مما حدا بها إلى اللجوء لافتراس الحيوانات الأليفة مثل الأبقار. وهذا جعل المزارعين لا يرغبون في وجود الأسود في مناطق زراعتهم.
وتتوفر فرصة أفضل للعيش للأسود الإفريقية، ويوجد في إفريقيا كثير من المحميات التي يمنع فيها صيد الأسود، ولكن يسمح للصائدين بصيد بعضها في مناطق معينة، بعد الحصول على تراخيص خاصة. ويقتنع كثير من الناس في الوقت الحاضر بالتقاط الصور التذكارية للأسود بدلاً من قتلها.
يحاول الأسد تجنُّب الاحتكاك بالناس ونادرًا ما يهاجمهم، إلا إذا ألحقوا به الأذى والألم. فعلى سبيل المثال يستطيع الإنسان أن يقف على بعد 12م من الأسد في غابة جير الهندية؛ حيث نادرًا ما يُلْحقُ الناس هناك الأذى بالأسود. وإذا ما استُفِزَّ الأسد وخاصة إذا جُرح فإنه يتحول إلى عدو شرس.
تدريب الأسود. احتجزت الأسود في الأَسْر منذ قرون. وقد أخذ فرعون مصر رمسيس الثاني أسدًا مدجنًا معه إلى الحرب لاعتقاده بأنه وسيلة للبركة تجلب له الحظ. كما أن القائد اليوناني إيلاجابالوس كان يقود عربة تجرها الأسود.
للأسود المدربة جاذبية محببة بالسيرك ضمن مجموعة الحيوانات البرية. كما يدرب الأسد ليقوم ببعض الحيل. كما أن المظهر العدائي للأسود يجعل منها حيوانات لافتة للنظر.
يبدأ تدريب الأسود وهي في عمر سنتين تقريبًا، ويبقى المدرب بسلام مادام ملتزمًا الحذر ولم يتلذذ بإيذاء الأسد، واضعاً نصب عينيه دائمًا أن الأسد لا يمكن أن يكون حيوانًا داجنًا بشكل كامل. ولكن للأسود أحيانًا قابلية للعدوان، حيث آذت وقتلت بعض المدربِّين أحيانًا.
كان يتم في السابق الإمساك بالأسود في البرية، ثم تحضر إلى حدائق الحيوان والسيرك. وكانت تصاد بالشباك أو الحفر الأرضية، كما يتم أحيانًا انتزاع الأشبال من أمهاتها. وفي الوقت الحاضر يولد عدد كافٍ من الأسود في الأسر للوفاء بحاجة حدائق الحيوانات والسيرك. وتضع بعض اللبؤات في حدائق الحيوان عددًا من الأشبال قد يصل إلى ثلاثة مواليد في السنة.
يتم تدجين أشبال الأسد بسهولة وصحبتها رائعة مادامت صغيرة. وعندما تكبر وتصبح ضخمة قوية فإنها تصبح مصدر خطر بحيث لا يمكن إبقاؤها في البيت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق